أمسية طيبة لجميع الحاضرين في هذه السهرة الفنية الماتعة، وضمن هذا الموعد الثقافي الراسخ الذي يجمعنا اليوم للاحتفاء بأحد أبرز الفنون التراثية التي تُميز هويتنا الوطنية، فن المالوف الذي لا يعتبر مجرد لون موسيقي متوارث الوجود، بل هو تعبير عن تاريخنا وثقافتنا وهويتنا الأصيلة. فهو فن ينقل لنا، عبر ألحانه الصوفية وازجاله الوجدانيه موروثًا زاخرًا بالحكمة والجمال، يعكس عمق التجربة الإنسانية في مجتمعنا، ولعلّ ارتباطه الوثيق بولاية قسنطينة يجعل منها قلبًا نابضًا لهذا الفن، فقسنطينة حاضرة العلوم والفنون لازلت مهد العديد من رموزه وإبداعاته التي تجاوزت حدود الوطن لتصل إلى العالمية. لأجل ذلك يتجدد موعدنا مع المالوف عبر الطبعة الثانية عشر للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف تحت شعار ” المالوف جسر قسنطينة و صوتها الأبدي” في إشارة واضحة لارتباط هذا الفن بعراقة المدينة فهو اليوم يتألق بتجليات عميقة ليبرز معالم هوية المنطقة التي لم تبخل عليه من خلال صنّاعها و مبدعيها الذين حافظوا عليه وصقلوا هذا الطابع في قالب يستلهم اوزانه و الحانه، فهو يتجاوز كونه إيقاع تتراقص له الالحان والكلمات وتصدح به الأصوات، انه سجل موثق لروح الامة و نبض حي لذاكرتها التاريخية و رمز لعمقها الحضاري.

السيدات والسادة الأفاضل

وفي هذا السياق، فإن قطاعنا الوزاري وتجسيدا لتوجيهات القيادة العليا في البلاد، يعمل على حماية وتثمين الموروث الثقافي اللامادي،  من خلال تنفيذ العديد من الآليات على غرار التصنيف والحفظ والتوثيق والتنظيم، وهنا يجدر التنويه والاعتزاز بآخر إنجازات قطاعنا الوزاري في هذا الصدد ألا وهو تصنيف منظمة ليونسكو للزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير ضمن قائمة التمثيلية التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهو ما يمثل شهادة عالمية على ثراء ثقافتنا وتنوعها، ويثبت ان الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز حضورها في المشهد الثقافي الدولي حاملة لرسالة السلام و الأصالة .

أيها الحضور الكريم، لا يسعني في الأخير إلا أن أقدم خالص الشكر والامتنان لجميع الفاعلين الذين ساهموا في توفير كل الشروط لإنجاح هذه التظاهرة، على رأسهم السيد والي ولاية قسنطينة ومن خلاله جميع المصالح المدنية والأمنية، نهيب بجهود السيد محافظ المهرجان و عبره أعضاء المحافظة و موفور الشكر لكل من شاركنا إنجاح هذه الفعالية من فنانين وباحثين وشركاء وداعمين وكذا الاسرة الإعلامية، ولا أنسى ضيوف المهرجان من الخارج اللذين نتمنى لهم إقامة طيبة. وعلى رأسهم ضيوف فلسطين الحبيبة وضيفتنا من اليابان الصديقة وفي الختام أعلن نيابة عن السيد زهير بللو وزير الثقافة والفنون عن الافتتاح الرسمي للطبعة الثانية عشر للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف.

Scroll to Top