سيداتي سادتي ؛ ضيوف قسنطينة الكرام ؛

لقد أولت الدولة الجزائرية وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية عناية خاصة لمبادرات إحياء وتثمين وترقية الموروث الثقافي والفني للبلاد، باعتباره بصمةً مُرَسِّخَةٌ لأصالتنا وهويتنا الثقافية والفنية الوطنية،؛ لذلك تم الانطلاق في إنجاز مشاريع عدة، ترمي إلى تفعيل الحركية الفنية والثقافية، كما تم من قوانين مثمنة للنشاط الفني بالجزائر، أبرزها:

  • إصدار القانون الأساسي للفنان المُحدد لحقوق الفنان والتزاماته والذي يعد بحق أحد أهم المكتسبات الثقافية في الجزائر.
  • إصدار القانون الخاص بالصناعة السنماتوغرافية، بموجب القانون رقم 24-07 المؤرخ في 29 أفريل 2024 الذي حدد أحكام الصناعة السنماتوغرافية، لاسيما تلك المتعلقة بإنتاج وتوزيع واستغلال الأفلام السنيمائية والترويج لها.
  • استحداث بطاقة الفنان الإلكترونية مؤخرا، والتي حددت فيها بدقة نوعية المهن الممارسة في المجال الفني؛ حيث لحد الآن ضبط ما تعداده مئة وثمانين مهنة معترفا بها على مستوى الوزارة المعنية، ولا تزال العملية متواصلة، لتشمل نشاطات فنية أخرى.

هذا وقد أَثْلَجَ صُدُورَنا خلال الأيام القليلة الفارطة، تصنيف منظمة اليونيسكو لـ”القفطان الجزائري، ولـ «القندورة”، لـ”الملحفة”، بالإضافة المجموعة من الحلي التقليدي، ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهذا ما يؤكد عزم الجزائر على حماية موروثها الثقافي من محاولات السطو أو التزييف.

وبدورنا كسلطات محلية، فقد كثفنا جهودنا للارتقاء بقطاع الثقافة في هذه الولاية، حيث عكفنا على إعادة الاعتبار للمنشآت والهياكل الثقافية بالمدينة وتدعيمها، كما سعينا لصون تراثها وحركيتها الثقافية، ولعل أبرز ما ميز المشهد الثقافي والحضاري بقسنطينة خلال الفترة الأخيرة فقط ما يلي:

– فتح المركز الثقافي محمد العيد آل خليفة بعد إعادة تأهيله؛ وفتح دار الثقافة حسين آيت أحمد بالخروب وتوطين مدرسة للموسيقى بها بعد أن كانت مغلقة، وكذا فتح المعهد الموسيقي البلدي بقسنطينة.

  • إعادة الاعتبار المساجد: الكتانية سيدي عفان السيدة حفصة و تهيئة الزاوية التيجانية السفلى، كذلك، تجهيز سنوغرافيا المتحف العمومي الوطني لقصر أحمد باي.
  • إيلاء عناية خاصة لدعم التظاهرات المختلفة على غرار: تنشيط المهرجان الدولي للإنشاد وللأيام الوطنية للسينما.
  • تسليم، إلى غاية شهر ديسمبر الجاري ثمانية وتسعين (98) بطاقة فنان في انتظار استكمال تسوية باقي طلبات الاستفادة من هذه البطاقة.

من جهة أخرى، تؤكد مجددا، بأننا سنكيف مساعينا الرامية لتسجيل موروثنا المادي وغير المادي، مع عزمنا على تذليل كل العقبات التي تحول دون نهضتنا الثقافية في هذه الولاية الرائدة في مجال الفن و الإبداع. فيا رواد الثقافة والفن ويا معشر الممثلين والفنانين، السينمائيين والمسرحيين؛ الأدباء والكتاب الشعراء والنقاد والفاعلين في شتى ميادين الإبداع، أطلقوا العنان لمواهبكم، فأنتم محرك عجلة الثقافة وقادة قاطراتها.

إن قسنطينة اليوم وغدًا، لا تزال وستبقى تفتح ذراعيها لكم بكل حفاوة وتدعوكم لتفعيل استمرارية الفعل الثقافي فيها تثمينا لما تمتلكه من تراث مادي ولا مادي، ولإدخاله في الدورة الاقتصادية و التنموية للبلاد.

وبدورنا كسلطات محلية سَنَسْنُدكم بالمرافقة والدعم، حتى تتضافر وترتقي جهودنا جميعا للنهوض بقطاع الثقافة بالولاية، كما نؤكد على عزمنا كسلطات عمومية من على منبر هذا المهرجان لكل الفاعلين في قطاع الثقافة والفنون على أن تكون وتظل قسنطينة عاصمة للثقافة والفنون بتمويل كاف، وسيتم ضبط في موعد قادم قريب برنامج خاص بالنشاطات الثقافية بإشراك واسع لكل رجالات الثقافة والفن.

سيداتي الفضليات؛ سادتي الأفاضل؛ أيها الحضور الكرام ؛

وإذ تحتضن مدينة قسنطينة عاصمة الإبداع والفن هذه الطبعة من هذا اللون الغنائي الأصيل الذي لا يزال يُشنف أسماع محبيه ومريديه، ويُطرِبُ نفوسهم ويَسْمُو بأذواقهم، بل ويُعبق كل دروب وأزقة مدينة قسنطينة، ويُفرد لها مكانةً خالدة في تاريخ الموسيقى قاطبة، فإنّ هذا المهرجان يحل علينا هذه المرة وقسنطينة تخطو خطوات عملاقة نحو واقع أكثر إشعاعاً يليق بمكانتها كعاصمة للثقافة والإبداع مدينة تدعمت بعدة مرافق وهياكل من شأنها الإسهام في تعزيز وتأصيل الفعل الثقافي بها، وما هذا المهرجان إلا صفحة مشرقة عن ماضيها الذي يُوشِحُ حَاضِرَهَا، ويؤسس مُستقبلها.

Scroll to Top