
المالوف موسيقى عالمة عارفة، ومن هذا المنطلق موجب التعامل معها وفق هذا الأساس لا يليق بنا أن نقزمها وفيها كل هذه القواعد والرونق تعامل محافظة المهرجان ونحن في الطبعة الثانية عشر مع المهرجان ليس كسابق الطبعات نرى انه يجب إحداث نقلة نوعية تليق بهكذا موسيقى وذلك على كل المستويات منذ انطلاق حنجرتي بالغناء وأنا في جمعية الفرقانية كنت أتساءل ماذا ينقص المألوف ليكون بنفس شهرة وانتشار الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية؟
عندما كبرت وخبرت عرفت ان الخلل متعلق بالأشخاص والمنشورات النمطية الضيقة هي من عرقلة مسيرة المألوف التي يجب أن يكون عليها بعد تعييني على رأس المهرجان بدأت استشارات هنا وهناك لوضع خطة سير تمكنني من بلوغ حلمي بل حلم أهل قسنطينة في جعل هذه الموسيقى عالمية باقتدار عبر ثلاثية التدوين الترويج و التدويل و بالفعل بعد أن جمعت كل فناني قسنطينة في الطبعة السابقة في احتفالية كبيرة جاءت هذه الطبعة لتكون بداية عالمية المألوف عبر جعل الأجانب يؤدونه ويتفاعلون معه وفي نفس الوقت بدأ التلوين العلمي بالنوتة الموسيقية لهذا التراث العظيم هذه المرة ولأول مرة في تاريخ المهرجان تشارك 10 دول دلالة على الرؤيا الترويجية التي تلتزم بها محافظة المهرجان ومن ورائها السيد وزير الثقافة والسيد والي الولاية لأول مرة أيضا يلتف معنا مؤسسات داعمة خطونا خطوة أولى نحو الاتجاه الصحيح.
ولن تثنينا قوى العطالة ذات الأفق الضيق عن المضي نحو هدفناه ثم ايها الضيوف الأعزاء ارسينا تقاليد جديدة مفادها أننا نغني المالوف ولا ننسى قضايا الأمة والوطن اخترنا شعار المالوف جسر قسنطينة نعم هو جسر تواصل مع كل الشعوب في العالم وهو سفيرنا الفني وهويتنا الجزائرية وهو صوت قسنطينة الأبدي الذي يجب أن يصل إلى كامل بقاع الأرض نغني المالوف ولا ننسى فلسطين نغني المالوف ولا ننسى الشعوب المقهورة الجزائر قبلة الحرية إننا إذ نعيش فعاليات الطبعة 12 من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، بعاصمة المالوف الباقية، فإننا نؤسس لترسيخ الهوية الوطنية وصون التراث الموسيقى الذي يُشكل عمودا من أعمدة الحضارة القسنطينية والجزائرية.
وعلينا في هذا الصدد أن نؤمن بدور الفعاليات الثقافية الدولية في رسم ملامح الدولة الجزائرية الحقيقية وإبراز امتدادها في العراقة والحضارة، فمهرجاننا اليوم أكبر من حفلات موسيقية يعتلي فيها الفنانون الركح بل هو منبر الصناعة التاريخ الحاضر المشرق بماض لا يموثاننا في عالم لا يعترف بالنمطية، والحدود الجغرافية، لدى فمن واجبنا الانفتاح على كل الأبعاد الدولية، لنسوق لهذه الذاكرة الموسيقية التي سنعمل على تدوينها، من خلال أبنائها العارفين المتمكنين الغيورين على إرثهم الثقافي، إننا من خلال هذا المهرجان الدولي نعمل على إرساء قواعد تعامل دولية تقوم على قاعدة التعامل بالمثل، فنستقبل مبدعي دول تربطنا بها علاقات وتبادلات ثقافية، مؤسسين بذلك لدبلوماسية جزائرية تسير وفق استراتيجية السلطات العليا للبلاد، وانا بصدد توضيح توجه المهرجان الدولي للمالوف فإنني أغتنم الفرصة لاقول ان حب الوطن يتجسد في الالتفاف حول مشاريع بنائه على غرار مهرجاننا، وليس منا من يهدم مساعي البناء ويقف حجر عثرة في وجه طموحات تخدم الولاية والوطن، فلا يمكن لتظاهرة دولية تنفتح على العالم ان تعيد نفسها مرارا وتكرارا، علينا أن نخرج من قوقعة الأنا المالوف اليوم في عصر العولمة والتكنولوجيا والرقعة ليس هو مالوف الفنادق والمجالس الضيقة والفضاءات المغلقة علينا كقسنطينيين أن نفتخر بعالمية موسيقانا، ونزيد من عظمتها انت فنان مالوف إذن عليك أن تؤمن بقيمة فنك وتراثك وتصنع مجده عليك أن تمارس حقك في التكوين وصقل الموهبة التي لن يكتمل وجهها دون دراسة فنية اكاديمية، مهرجاننا اليوم وبفضل جهود الغيورين على الولاية والوطن يرفع التحدي ليكون بحق دوليا، وعلى كل الفنانين أن يلتحقوا بالركب من خلال الاطلاع موسيقي والتدوين، فإعتلاء الركح لدقائق لن يصنع منك فنانا عالميا بمدننا و حضائرنا، ولكن من حين يتعلق الأمر بالجزائر، حين يتعلق الأمر بقسنطينة و حين يتعلق الأمر بالمالوف ستكتشف شح اللغات و القواميس و الكلمات و الحروف قيل لي: صف لنا الجزائر قيل لي صف لنا قسنطينة قيل لي : صف لنا المالوف قلت ما أظلمكم، مهما طال وصفي و مهما انتقيت عباراتي ففي ذاك : ظلم للواصف و للموصوف